--الشعرالشعبي في منطقة بريزينة واد صقر --

الشعر الشعبي في منطقة بريزينة وصحراء واد صقر

الإنسان البدوي بطبعه عاشق و محب للجمال وحكاية عشق الإنسان البدوي للشعر يعود أساسا إلى اعتباره كقيمة جمالية ارتبطت به ارتباطا أزليا و الشعر الملحون أو ما يعرف بالشعر الشعبي هو تعبير صادق بسيط ينبعث بعفوية ساذجة من رحم أحاسيس النفس البدوية معبرا بذلك عن كل ما يلوج في خاطرها من أفراح و أقراح و آلام و آهات

       عند ما باشرت غمار البحت في الشعر الشعبي في منطقة بريزينة و صحراء واد صقر كنت أتوقع أن لا أجد الكثير من الشعر الشعبي و ذلك لان التراث الشفهي و بكل أطيافه لم يدون منه شيء على الإطلاق والقليل الذي بقي كان محفوظا في ذاكرة الأجيال المتعاقبة مع وجود كثير من الاختلال في النصوص و للإشارة فلقد عرفت المنطقة سيلا هادرا متدفقا من كل أغراض الشعر غير أن الذاكرة الشعبية لم تحفظه بشكل جيد و هو أمر طبيعي إذا أخذنا بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة المتميزة بالبداوة و لم يبقى من هذا الشلال الشعري العارم إلا بعض القصائد القليلة المبعثرة و المتناثرة في أذهان من يحفظونها و من بين القصائد التي بقيت صامدة قصيدة ملحمة المقرانية   

                ملحمة المقرانية

        حدثني ذات يوم شيخ طاعن في السن لعبت تجاعيد الدهر بوجهه وأكثر ما شدني إليه حديثه وهو يتلو على مسمعي قصيدة المقرانية و هي قصيدة لامرأة شاعر ترثي فيها زوجها ولم تكن ذاكرة الشيخ بأحسن حال إذ لم تحتفظ بالكثير من أبياتها و قد أعجبت بالقصيدة مما أثار فضولي إلى البحث عن معرفة المزيد, سألت القاصي و الداني و لم يشفي غليلي احد منهم إلى أن وجهني صديق إلى رجل ضرير يسمى الشيخ السنوسي و قال لي انه يحفظ الكثير من الشعر الشعبي المحلي وقد يكون على علم بهذه القصيدة

قصدت على عجالة الشيخ السنوسي لعلي أجد عنده مقصدي و لكنني لم أجده , مرت أيام و أنـا أبحث عنه إلى أن صادفته ذات مرة على غير موعد, فأخذت الرجل إلى البيت و أكرمته وجلست إليه و طلبت منه أن يسمعني شيئا مما يحفظ وكم كانت المفاجئة كبيرة لقد وجدت سيلا هادرا من الشعر, خاصة شعر محمد بالخير و الشلالي و عبد الله بن كريو و احمد بالخضر و غيرهم من فطاحل الشعر في المنطقة , استمعت إليه بشغف كبير وكتبت عنه بعض أبيات قصيدة المقرانية, و من خلال ما جمعته من الشيخ السنوسي و بعض المصادر الأخرى استطيع القول أنني   نفضت الغبار عن بعض معالم القصيدة لينهل على منوالها كل من شدته الرغبة إلى المزيد من البحث و التنقيب في موضوع رثاء المقرانية لزوجها  الرثاء كما هو معروف غرض من أغراض الشعر و هو يتميز بخصوصية حميمية و عندما نقرأ قصيدة في الرثاء فهي  وبدون شك تترك فينا أثرا عميقا و تضفي علينا مسحة حزينة وتحرك وجداننا و تدغدغ مشاعرنا مما يجعلنا نبدي تعاطفا جزافيا  مع النص, فرثاء الخنساء لولديها في الشعر الجاهلي ورثاء ابن قيطون لحيزية في الشعر الشعبي هي نماذج لما ذكر و إن كان ذكرها على سبيل المثال لا الحصر فهي تبقى و بدون شك معالم شعرية خالدة و قد ألفنا على العموم أن يرثي الرجل زوجته أو معشوقته غير أننا نصادف في الشعر الشعبي حالة استثناء عن المألوف امرأة ترثي زوجها بقصيدة جميلة و اعتقد أن لو لا جمالها و روعتها و عفويتها ما استطاعت أن تقاوم النسيان و الإهمال و رغم أن القصيدة حفرت في الذاكرة الشعبية المحلية إلا أن جل من يحفظونها نجدهم على الغالب يزيدون وينقصون في الكثير من أبياتها و لا يحفظونها بشكل مرتب وهذا أمر طبيعي في غياب تدوين الأدب الشعبي بكل أطيافه و رغم ذلك حاولت جمع  ما أمكن جمعه .القصيدة بطبيعة الحال ليست كاملة و ينقصها الكثير من الأبيات وكنت انوي قبل نشر هذا الموضوع أن ازور الشيخ السنوسي و اكتب عنه الأبيات الناقصة  و لكنني  في الحقيقة تهاونت و شغلتني أمور عدة  عن زيارة الشيخ السنوسي و مرت شهور إلى أن بلغني نباء وفاته, تأثرت لموت الرجل من حيث الإنسان و تأسفت لفقدان ذاكرة تحمل شلال  لا ينضب من الشعر  و بموته فقدت المنطقة مرجع من مراجع التراث, لقد رحل الشيخ السنوسي و رحل معه بحرا لا ساحل له من الشعر الشعبي المحلي. لقد رحل الشيخ السنوسي دون أن يدون عنه احد و هكذا مع  مـوت كـل شيخ تندثر معه صفحات من التراث الشفهي و لا زال هذا الزيف الحتمي ينخر تراثنا دون أن نــعيـر أدنى اهتمام, و بدون شك فأن المسؤولية هي على عاتق الجميع خاصة على أولائك  الذين يحملون همة الثقافة و المحافظة على التراث و هم ملزمون بجمع ما يمكن جمعه والعمل على تدوينه  و حفظه حتى لا  يضيع و يندثر , القصيدة تحمل عنوان المقرانية نسبة لصاحبتها و قد قيلت هذه القصيدة بالتقريب في زمن التواجد التركي بالجزائر (1) أو بعده بقليل إذ تذكر الشاعرة كلمة الباي مما يدل على ارتباط سلطة الباي و مكانته بذاكرتها كـما أنها تذكر أيضا اسم بوقرانة ولعلهـا تقصد احد أبطال ثورة المقراني والذي يحمل اسم بوقرانة (2) , صاحبة القـصيدة شاعرة اسمها فاطمة الشريف (3) و قد كانت زوجة لرجل اسمه احمد المقراني ولد العباسي و منه لقبت زوجته بالمقرانية و قد كان للرجل مكانة عظيمة بين قومه و عرف عنه انه كان فارسا مغوارا و شهما ثريا و يشهد له انه كان حاتميا في كرمه سخيا في عطائه,     و الحقيقة ليس هناك دليل قاطع يدل على حسبها و نسبها و مكان تواجدها وان كانت الذاكرة الشعبية تنسبها لقبائل بني هلال فإن هذا يبقى موضوع بحث و تنقبيب ; ما يمكن استنباطه من خلال نص القصيدة يتبين أن زوجها احمد المقراني كان يضعن مع قبيلته في ضواحي منطقة شبكة زيانة و تقول بعض المصادر أن منطقة شبكة زيانة هي محاذية لحاسي بوزيد في جنوب صحراء واد صقر (4) في حين نجد الكثير من الرواة ينسبونها لمنطقة أولاد نائل و آخرون لمنطقة جبل العمور ويتبين ذلك من نص قصيدة لشاعر صوفي و هو سيدي كريم يمدح فيها قبيلة أولاد عجال أو ما يسمى بعرش العجالات القاطنين بنواحي جبل العموراذ يذكر الشاعرمنطقة شبكة زيانة حيث يقول

اعطيهم ساعة زينة على عزية       تتباشر بيهم عربان كل بـلاد 

راهم كانوا مقسومين بين ثناية     ضروك راهم حطوا قرب الواد 

منزلهم من صدر العين لتوميا      و على الشراك الموالة تجي وراد

ويحطوا من شبكة زيانــة           لطرف الضاية شور زنينا تنزاد

و منه يمكن القول ان الشاعرة فاطمة الشريف و قومها هم على الأرجح من سكان جبل العمور أو قبائل أولاد نايل وبين هذا و ذاك كان للملحمة مكان و زمان ; تمر الأيام و يموت الرجل و تبقى المرأة وحيدة حزينة على فراق زوجها ومما زاد من حرقتها أنها لم تنجب من هذا الرجل إذ كانت عاقرا و مع ذلك كان وفيا لها وظلت زوجته الوحيدة; عظم الرجل في نظرها وظلت تحمل في ذاكرتها عز الأيام الخوالي التي عاشتها معه بكل حب و صدق و إخلاص و قد ترك رحيله أثرا عميقا في نفسها فكانت تبكيه و تتذكره في غدوها و رواحها بين الروابي و التلال التي كان يجوبها ذات يوم كالأسد الهصور; و ذات صباح وهي تتفقد  إبلها تقدم لها خادم زوجها وراعي إبله و طلب يدها للزواج فتفاجأت من طلبه لم تجبه في أول الأمر ووقفت طويلا ونظرت إليه مـتأملة وقد سال دمعها بكاء وفي ملمحها نظرة المتبسم المستهزئ ; تنحت عنه قليلا و التفتت إليه و قالت اذهب لترعى ابل سيدك و في الغد سأجمع مشائخ القبيلة وسأشاورهم في هذا الأمر; انصرف الراعي يتبع قطيع الإبل ملوحا بعصاه وهو يتبختر منتشيا بينما عادت المرأة متثاقلة باكية كسيرة حزينة على قدرها الذي ساقها إلى حد أن يتجرأ الراعي و يطلب يدها مخدشا بذلك كرامتها و جارحا كبريائها وهي التي كانت بالأمس سيدته تأمره و تنهاه , حرة عزيزة النفس, رفيعة الهمة بين قومها و كل ذلك لم يشفع لها أمام  عجرفة وغلظة الراعي . باتت ليلتها تبكي على نفسها الكسيرة الجريحة و في قلبها حرقة و في حلقها غصة و كان عزاؤها الصبر و تحمل حتمية مواجهـة أمـواج القدر المتلاطمة;    و في وسط هذا المخاض بين حرقة الحزن على زوجها وفيض الغيض من كلام الراعي تنفست المرأة شعرا وفاض وجدانها بقصيدة و لا أروع مما سمعت و قرأت في الشعر الشعبي;  و في الغد اجتمع مشائخ القبيلة و فرسانها بطلب منها ليستمعوا لما تريد أن تقول فجلست على استحياء وفي احتشام كبير وأنشدتهم مـن وراء ستار خيمتها قصيدة شعرية كانت بمثابة رد على طلب الراعي ففهم الجميع مقصدها و اثنوا على همتها وعزة نفسهـا.

                      القصيدة

يا محايني بالتمحانة           واش يصبر و ينسي

من فراق طرشون هدانا        طمعت الشمايت في راسي

يا إلي هديت عربانك هانة      في ساعة الوكس نحيسي

كيتي و تكويت إلا أنا          من حبيب قلبي و ونيسي

عدت كي الأرض العطشانة    في الصمايم وقت اليبسي

عدت كي خيوط الرتانة        في البريم خلاطه قاسي

يا محايني بالتمحانة           ما نصيب مثله في ناسي

زايخ العرب بو قرانة          شايع كي الباي بلا كرسي

يسمع الحديث و يتغانى         ما يهلكه شي إلا حسي

يحط في البلاد العريانة        من بعيد باين قنطاسي

يعرفوه عرب الحنانة           يعرفوه بزناده قاسي

يعرفوك ما ترضى هانة        و يعرفوك جن من الانس

كاسبين هدة مزغنـة          و السروج تلهب بقاصي

يا عقاب شبكة زيانة           يامهلك العقد الراسي

راه بان من لا يسوانا       ما هو شريف في الأصل عدا سي

طبعته سنين اللبانة           و يبس الكليلة في الشمسي

يدردر اللبن في الحقانة         و يكبر الفم و يحسي

كنتواعايشين في الكرب غبانة   ذاعرينكم بالعسعاسي

يبتخوك في الارض بطانة       بالصراع تتسوط مرسي

لا تقول هدرة مشيانة           لا تعيدها يا قوصاصي

لا تعيد هدرة روانة             لا تهلك ضمير انفاسي

يا ظالم قيل بالادنا               خير ما يسمعوا ناسي

كف من حديث الوزانة          كي سي سعيد المنداسي

ما ضنات ثعبان جرانة          ما يعود ذمي نسناسي

ما ضنات ثعبان جرانة         ما يجي الحرير من الديسي

سهمنا راقد في الجبانة        ما يجيه ضيف ولا ساسي

ما نقول خاطر نستنا               ما نقول راقد بنعاسي

راح غرب سافر بكفانا         في تخوم ارض الرماسي

مـا تلاش يرجع لهوانا        فوق بيضة نعام سداسي

راكب المسروج و يتقانى      فوق بيضة نعام سداسي

في الشراب حبة رمانة        فالهنود خزرته قوسي

كل يوم قومو تدانا           و العوارم عليه تسقسي

ليت الخاطر يتهنى           مليت قاع ما لذ انعاسي

فاطمة الشريف المغبونة      من فراق ولد العباسي

الزين في قبره يتعانى       خير من حياة اللي منسي

يا الشيخ مولى مليانة       دير قسمته في الفردوسي

في ظلول جنة رضوان      بين حمزة و العباسي

    هذه  القصيدة تعكس  و بدون شك صورة من صور الإبـاء في المجتمع البدوي  المحلي هذه العجينة الإنسانية الطيبة البسيطة  التي لا زالت تنطوي على خامات  وخصال و قيم تنبعث من أصالة و عمق الإنسان البدوي   الذي أبت أخلاقه شرفا أن تـموت فيه  فضائل النخوة و المروءة و الإخلاص و توارثت فيه جيل بعد جيل.

          ولعل اصدق تعبير عن ذلك موقف المرأة التي أبت عزة نفسها أن تنكسر وان يسقط من ذاكرتها خيال ذلك الرجل الهمام وقد جسدت بذلك أروع مواقف الوفاء و أشرف صور لإخلاص.

     ملاحظة  : من خلال نـص الـقصيدة نـلاحظ أن هناك بـعـض المفردات ليست متداولة في التخاطب و تداول الحديث بين الناس في الوقت الحالي و بدون الإشارة إلى معناها قد يصعب على القارئ أن يعي مفهوم البيت و لذلك حاولت تقديم شرحها  لتخفيف معانات القارئ في البحث عن معناها

   -  الطرشون        ابن طائر من نوع العقاب أو النسر أو ما شابه ذلك

-   الوكس         حالة ركود السوق

-  نحيسي         من كلمة النحس

- اطمانا          شمل وعم كامل الجسد

-  الرتانة        خيوط النسيج

القرانـة       - العمامة التي يشد  بها الرجل رأسه  و تسمى عند العامة  الكلاح أو القنار

-  يتـغانى     -    لا يهتم بالأمر ولا يرد باله إليه

-  القنطـاس -    راس ركيزة الخيمة

-   البريم    -     حلي يكوم عادة من الفضة يوضع في اسفل الساق.

- الحنانة    -      الإبل

السبسي  -     عظم ساق الشاة يبرى من الطرفين و يستعمل كغليون للتدخين و يسمى السبسي

  زنانة   -       فم براد القهوة

- العقد   -        مجموعة من الخيل

- عداسي -        الذميم الأصل

يدردر   -       يمزج الحليب مع اللبن

- الحقانة   -      إناء مصنوع من نبات الحلفاء

- القوصاص -    الذي يتقفى الأثر

- نسناس    -       الذي يتحسس على الغير

- بيضة نعام سداسي -  المقصود بها الفرس الأبيض

    - الشيخ مولا مليانة   -  المقصود هو الولي الصالح  الشيخ سيدي احمد ابن  يوسف  الملياني دفين مدينة مليانة .

 

    الشاعر سي العربي ابن النعيمي مداح الرسول

        ينحدر سي العربي بن النعيمي من سلالة الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد الملقب بسيد الشيخ و ينتمي إلى فرع المراونة المنحدرة من أولاد سيد الشيخ الشراقة ولد بقرية بريزينة و كان طيلة حياته بسيطا محتسبا ناسكا متعبدا يعيش مما يجود به عليه محبيه و موريديه من أهل الخير

      عرف عن سي العربي ابن النعيمي انه كان فحلا من فحول الشعراء المنطقة و قد خص مجمل شعره في مدح النبي صلى الله عليه و سلم و لقب على اثر ذلك بمداح الرسول.

    غادر سي العربي ابن النعيمي موطنه الأصلي بريزينة وانتقل إلى منطقة متليلي و بقي فيها فترة من الزمن و ما لبث أن عاد ثانية إلى بريزينة و بقي فيها إلى أن توفى و دفن بها.

 

      قصيدة يمدح فيها عبدا لله ابن جعفر

وين غاب ابن جعفر رايس المحال  الي ما تضناه جمـيع من ضنات

وين وده لحمرمخلل لحجال           مثل صقير يسال جليـبته دوات

من كمال العيشة و دفاه الجلال        ما يمسه واحد غير اذا كان بالشيات

ورقة النعمان الي عروقها طوال    في حدود الصابة في جرف جات

السبيب مكفح مسبوغ في الكحال    و الوذاني هـذي تهوى وذيك جات

داير عليه سلاح عجيـب            كل حاجة ما فيها عيـب

بالذهب و حجر التركيـب           كل حجرة من نوع انوارها ضوات

هو ومولاه عليهم صفة الكمال       يوم حرب كفاح الـتغليـب

في قلـوب الترهيب                كالجلاد إذا دخلـه ذيـب

ما يقدوا لبلاده صعيب               ذاك هارب مضبوع وذاك مـات

 

      الشاعر محمد بيطار ابن العربي

      سي محمد بيطار هو ابن سيد العربي ابن النعيمي الملقب مداح الرسول ولد في حدود سنة 1884 بقرية بريزينة تربى على يد والده تربية دينية.  

     تزوج سي محمد بيطار و هو في سن السادسة عشر من عمره مع ابنة عمه سيمة بنت المعراج و قد ماتت في ليلة عرسها و لم يعرف السبب.

    انتقل والده بعد ذلك إلى منطقة متليلي و بعد ستة سنوات من زواجه الأول تزوج من ابنة عمه خضرة بنت النعيمي بن بوبكر و لم يخلف أولادا.

       كان سي محمد بيطار مولعا بالشعر منذ صغره و بدأ نظم الشعر وهو في سن العشرين وقد أبدع في وصف الخيل و فرسان العرب المسلمين الفاتحين لشمال إفريقيا غير انه لم يكمل مسيرته في نظم الشعر الملتزم ومال إلى نظم شعر الغزل و انغمس في المجون و كان أبوه متحصرا على ما آل إليه حال ابنه و فلذة كبده و حاول جاهدا ليقدم له يد العون والموعضة لعله يعود إلى جادة الطريق غير أن سي بيطار لم يتعض و استمر في طريق الذي ابتلي به و بغض النظر عن أخلاقياته فلقد كان شاعرا عملاقا و ترك شلالا من الشعر.

      و يقال انه في يوم من الايام كان جالسا مع أبيه يستمع إليه وهو يعضه و يحثه على العدول عن مخالطة مجالس السوء و ارتكاب المحرمات و سي محمد بيطار مطأطئا رأسه و عندما انتهى والده من الكلام رفع سي محمد بيطار نظره إلى والده ثم حط بصره ثانية ورد علية ببيتين من الشعر قال فيهما

اولها مكتوب و ثانيها قــــدرة      *  و ثالثها تبـعت نفسي للوســـواس

رابعها أداني الحب على العطرة *  و خامسها خليت وطني وعشرت الناس

       عاد والده سي العربي ابن النعيمي من متليلي إلى قرية بريزينة في حين غادر سي محمد بيطار متليلي قاصدا مدينة غرداية و هناك التقى بالشاعر الكبير عبدا لله بن كريو و الذي كان منفيا هناك من قبل الإدارة الفرنسية و كان للرجلين قواسم مشتركة من حيث نظم الشعر و الميل لحياة المجون و مجالس الخمر فتوطدت بينهما علاقة صداقة و محبة و في حدود سنة 1910 انتقل سي محمد بيطار إلى مدينة ورقلة أين كان عمه سي المعراج بن النعيمي يشغل منصب قايد واستمر في هذه المدينة يعيش على وقع مجالس الخمر و المجون و قد أساء كثيرا لسمعة عمه ومكانته فضاق منه ضرعا كما أن الإدارة الفرنسية لم تحتمل طيشه و تصرفاته اللاخلاقية و حتمت عليه الخروج من مدينة ورقلة في حدود سنة (1914) غادر سي محمد بيطار مدينة ورقلة و رجع إلى موطنه الأصلي و مسقط رأسه قرية بريزينة حيث تقيم عائلته و هناك التقى من جديد بصديقه الشاعر عبد لله بن كريو الذي كان شبه منفي في قرية بريزينة من قبل الإدارة الفرنسية بسبب ما أثارته قصائده الغزلية بين قبائل مدينة الاغواط   , و قد كان عبد لله بن كريو مقيما عند أخته أم الخير التي التي كانت متزوجة من احد وجهاء و أعيان قرية بريزينة و هو الحاج ابن الرقاب بقي سي محمد بيطار مع صديقه و نديمه عبدا لله ابن كريو فترة قصيرة في قرية بريزينة لم يطب المقام لهما لان ظروف الحياة فيها لم تكن تتجاوب مع متطلبات نمط حياة الرجلين   ولم يلبثا أن غادراها إلى مدينة البيض وهناك التقيا مع سي العربي بن الدين و الذي كان يقاسمهما نفس الطبع و التصرفات فوافق كل منهم الأخر و بعد فترة من الزمن سمحت الإدارة الفرنسية للشاعر عبدا لله بن كريو بالعودة إلى مدينة الاغواط فودع سي محمد بيطار صديقه الحميم الشاعر عبدا لله بن كريو و عاد هو أيضا إلى قرية بريزينة وفي سنة 1918 سقط سي محمد بيطار مريضا   و في أثناء مرضه زاره احد رفقائه فلما نظر إليه سي محمد بيطار دمعت عيناه باكيا

فقال له صاحبه    لما تبكي يا سي بيطار أتخاف من الموت.

- فقال سي بيطار   لست خائفا من الموت و لكنني خائف من لقاء الله فلقد لقد أمضيت كل حياتي في المعاصي فكيف ألقى الله                                                                             

فقال له صاحبه  لا تنسى انك ابن مداح الرسول و حفيد سيد الشيخ

و لعلهما سيشفعان فيك.

-   فقال له سي بيطار هذا الذي يـبـكـيني وما كان لي أن أكون كما كنت و أنا ابن مداح الرسول و حفيد سيد الشيخ ويـضيف صاحبه حيث بقول رأيت سي بيطار يضع عمامته فوق عينيه ولم البث أن مددت يدي إليه فإذا به قد مات (1) , وقد دفن سي بيطار بجوار قبر أبيه سي العربي بن النعيمي وقد بنيت على قبريهما قبة بسيطة تعرف بقبة سيد العربي و هي موجودة بين قصر خلاف و بريزينة حاولت جمع بعض القصائد من أشعار سي محمد بيطار عن ممن يحفظونها و لكنني وجدتها ناقصة ومبعثرة في ذاكرتهم فعدلت عن ذلك و اعتمدت في نقل بعض أشعاره على ما دونه سي حمزة بوبكر في كتابه الشعراء الجزائريين الثلاث

    القصيدة الأولى

           قصيدة في مدح رجال و خيول الفاتحين لشمال إفريقيا.

يالفارس نحكي لك واش صار         وواش داروا في السابق جيش عقبه

جاوا من يثرب للغرب خطار           عدد جيشه ستين ألف رقبـــــة

جاوا مخزوم و هاشم واقش نظار       ميرهم عبدا لله ومعه سربـة

على احمر ما هوش كيدار              و ركبة الزايخ فاتت كل ركبة

إذا بهز في جريه ما هوش عثار       وإذا برم كالممو عند القلبة

شطارته في الترداف إذا لحق طار      مطرود ته ما تمنع عنده قريبة

راكبه عبد الله ما هوش حبار           و يطعن العقد منيـن يدير كبة

إذا دخل في وسط الميدان يختار     منين ما يعدم مسـموم ضربــة

منـاد و شجيع و بطل دبار            و الجود ما يبخل من قصده بطلبـة

منـاد خاله خالد و العم حيدار        ما كانش الي كيفه مرفوع نسبـة

منـاد فاخوا بشناه بنات الأنصار     ما دار في مهدية و خلا سبيبة

منـاد في تنقار القدحان صبار         ما يهيـب الخنجر و لا الحربة

منـاد شجيع بطل و صبار          مخطوط في الواقدي ماهي شي كـذب

 

القصيد الثانية

                   قصيدة في الرثاء

يا ما تـدي يا تراب من الزينين        يا دراق وجوه الأحباب خسارة

يا فراق الي زمان كانوا مجموعين      بعد تطيب دور عنهـم بمرارة

و الرحمة يا غايتي ملاك حزيـن      نعياو مجموعين في ذيـك الحارة

نابيت الراقدة تحت اللحدين              قلت لها ذا العاهد و المارة

يحسن عونك الصغر يلاطـم فيـك      جراية للعيب رايك عادم

و جميع الذنب الي درته تتلقيه           تشري به مقام في جهنم

الشاعر الفحل عبد الله بن كريو 

من الشعراء الذين ارتبطئت اسمائهم بالذاكرة المحلية نذكر الشاعر عبد الله بن كريو و هو من مدينة الاغواط اصلا و مولدا و قد ارتئيت ان ارصع هذا الموقع ببعض قصائده الرائعة مثل 

قصيدة المنيعة

هلكني تراس جا متلا فيـــــــــــــــنا......ويفتش عن نسبتي جاني ســــــــــــــــوال
 قال بديتك في الكلام تسامحنـــــــــا.......لا تجحد شي كون صادق في المقــــــــال
 أنا من لغواط ماني شي منــــــــــــا.......ب سوالك هوّظتني نفدو لي لـــــــــــعلال
 الأغواط أغواطين في معرفتنــــــا.... ...الأغواط المعلوم والأغواط كـــــــــــسال
 الاغواط اللي جا بميزو شرقيـــــنا........واللي ناسه عايشة همـــــــــــــــة ودلال
 ما نرضو بالذل للي عاشــــــــرنا.........ونموتو ع النيف رخاسة للمــــــــــــــال
 ما تخفاكش في المدن شوايعنـــــا.........شهدو لينا بالشجاعة ناس أبطـــــــــــــال
 سقسي قاع الناس راها تعرفنـــــا.........ما تلقى فينا رذيــــــــــــــــــــل ولا ذلال
 عيطة من لعراش راهم نسبتـــــنا.. ......يختارو لولادهم منا لخـــــــــــــــــــوال
 ماني داري نشتاق شوفة من هلنا..........و لاني داير سايسة من وطني مــــــــال
 لاني قاتل روح من بري نجنـــــا..........ولاني ضاري نفرق بلادي محــــــــــال
 ارمانا لغواط في المنعا عـــــــدنا.........بر القارة والنفاقات ولهـــــــــــــــــــوال
 فيها خمس عروش ما فيهم قمنـــا........غير اللي يبغضنا رافد لقدقــــــــــــــــال
 اتخلطنا في الطبايع واللسنـــــــــا.......واللي يحدث فيك ما تفهم ما قــــــــــــــال
 (ياغضب الطش) ما عرفنا له معنى...وأما غضب الله عليهم ظاهر حـــــــــــال
 في ذي الدشرة الخالية شفت غبينة......وعربها لنزيلهم ما ردوا بــــــــــــــــــال
 جمايعها ديما تفتش على الفتنة.........ضاعت غربتها مع هذا الجهــــــــــــــــال
 ولا من يعمل بالشريعة والسنة.......هذا الناس تقول في فطرة مـــــــــــــــــازال
 اللي هو مدفون وسط الجبانـــة.......كرعيه ظهارة وراسه غربي مــــــــــــــال
 ما شفنا فيها جمايع تعجبــــــنا........مبسوطة بكلامها ينزل على الـــــــــــــبال
 ناسا لا يرضو ب خلطة عشرتنا.....لمناهم كانو مع الصحرا همّـــــــــــــــــال
 كي نتفكر غربتي في البر هنــــا.....ايحدثني قلبي احديث انتاع اهــــــــــــبال
 قلبي فرفر للوطن ورفاقنـــــــــا......لو نجبر حيلة نطير مع لوعـــــــــــــــال
 لحت بعيني للمراسم بعدتـــــــنا......اندنّق في وطني اعليه الغيم اكحـــــــــال
 مهاميد اتعّب الخاطر لينــــــــا.......ارض مغبة والعرب منها رحّـــــــــــــال
 الله يا لحباب خنتو عاهدنــــــا........احليلي أنا انفتش الخاطر وانســـــــــــــال
 من يغفل عنا حسيبه مولانــــا .......غير أنا في ظني ما ني بـــــــــــــــــــدال
 تتقلب لفلاك عبدك ما يهـــــنا........ساعة في راحة وساعة في لنكـــــــــــــال
 نستنوا ليام تداول ليــــــــــــنا........اذا راها صادة نرجى الميجـــــــــــــــــال
 الله لا تسريح من الشرق ايجينا....ربع اشهر سنيا عليهم جينــــــــــــــــــيرال
 لا تكتبلي تربتي في البر هــــنا.....يا ربي بجاه محمــــــــــــــــــــــــــد والآل
 كي شفت التسريح ذرك اتهنينا .....البوشطا انهاوكوه برود الحــــــــــــــــال
 نعطيك نعت البوشطه كيف اتجينا..ابعير اجرب جا مع الصحرا هــــــــزقال
 نشقو ذيك الفجوج العريانــــة......سبع أيامهم اعدادهم والليل اكمــــــــــــــال
 غرداية يومين فيها ريحنـــــا.......شمينا ريح الوطن وزيان الحــــــــــــــــال
 لا مرسول انزيفطه ببشارتنا......هناني سلك التريسيتي خصـــــــــــــــــــــّال
 خرجوا من لغواط يتلقوا فينا .....الاحباب اللي شادة الظنة مــــــــــــــــــا زال

 

  

                  الشاعر احمد بلخضر

    يعود نسب  الشاعر احمد بلخضر  إلى عرش أولاد بويحي المنحدرين من أولاد ضيف الله المقيمين أبا عن جد في منطقة الكراكدة و يقال أن الشاعر احمد بالخضر كانت تربطه علاقة صداقة ود مع احد أحفاد الولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد و الذي يدعى (سيد الشيخ) و لم تدلنا الرواية الشعبية عن اسم هذا الرجل و دامت العلاقة بينهما حينا من الدهر إلا أن وقع خلاف بين الرجلين  فنفر كلاهما من الأخر و يقال أن حفيد سيد الشيخ دعى على صاحبه قائلا.

 

( إن شاء الله تعمى من البصر و تكسر من الظهر و تتلاح في ساحة لمطة )

        و بعد هذه الحادثة خرج الشاعر احمد بلخضر رفقة أبنائه و هجر المنطقة إلى أن وصل الى منطقة المغرب الأقصى و هناك التقى مجددا بأحد أحفاد سيد الشيخ وهو الشيخ بن الطيب وقال فيه عدة قصائد يمدح فيها خصال و فضاءل هذا الرجل--- المرجع --

و يشاء الله أن يفقد بصره و ينكسر من ظهره و في يوم من الأيام قال لأبنائه في أي منطقة نحن فقالوا له نحن في منطقة لمطة فقال لهم يا أبنائي لقد لحقت بي دعوة الرجل و هو يقصد به حفيد سيد الشيخ فانشد هذه القصيدة وهو يقدمها بمثابة اعتذار لشيخه و صديقه لعله يسامحه و يصفح عنه.

        و في القصيدة يناشد الشاعر احمد بلخضر ذكر طائر الحمام و يطلب منه أن يصل إلى موطنه و قومه ليبلغهم السلام و يأتيه بإخبارهم و يحدد له طريق سيره بدا بلمطى, مدينة فاس تازة  إلى أن يصل إلى صحراء صقر .

القصيدة

 

حشمتك قمر الحمام في ذو ثلث ايام         تسري تحت الفتام درته ليك غطا

 

                       ودي رسلي وصابح عرب

 

اسري من بارديـن قبل أبيان الـحال      و أنت رجلي خفيف تقطع الأرض خطا

 

من لمطى خوض فاس تازة لا تهاب      ملوية و المقام جاك إلا سبطة

 

خلف بزوز و العقل و ادهم خشاب       عنتر مير الجبال مرته يتسوطى

 

فريحة و المالحة تصيب الخضر قراب    و تلقى ثم نجوع و ترس محطوطة

 

حوس من أربا لمسين لوهاب           و الأخبار تهمد العقل عندك تبطى

 

عندك لا يجلبوك حمايم الكساب          ذا المتربيات تمشـي في غلـطة

 

و بلاك طيور تنحزم برني وعـقاب       من جوف السماء أجي محلحل للخبطة

 

و يغدى لحمك بين الإظفار والأنياب    غير إذا جيت خف منهم في النشطة

 

توصل لغواط سالهم شايب و شباب        كان عربنا هنات و لا مسخوطة

 

قل لهم ذو الوجاب من السياب            و الناس ألي أبعاد في ساحة لمطة

 

قلبي مهموم يا الخو و زاد التشقاب     هم قبيلي ألي جنا من كل وطا

 

ضني هذا شيخ رايـس كل أقطاب        أنا و النجع كل أعطاه ألا سبطة

 

ما فرزنا شريف من هو طلاب          هذا العشار ما حسنا له خلطة

 

مازال صافي لقباب يحنان و يرطاب      و يهنى خاطري و تمشي ذا القنطة

 

نجعه ممدود من كسال لدخل غراب       من بشبعات للخميري يتماطى

 

مضاري يفلى الكبش و العنز و لباب      و مضاري يفلى الواد و مشارع لرطة

 

عمر الطايش ما يفارق قرن الواد        و عربان على حند صقر مخبوطة

 

و كي صاق رحيلهم على الحميضة راب   بجحفات مغلقة بالأحمر ممشوطـة

 

صقلوهم هيفات بحريرن يرطاب         و عودات مسلسات غير المخروطة

 

تبكي عيني على فرسان التحراب        بوعكة و الشريف فرسان العيطـة

 

أهل زويجات و الرديف و طرف كساب   و سلاق يضبحوا الصيني في النشطة

 

أهل كحيلة إلي تسوج مع الكراب          و الغيم عل ظهورها دار زطاطة

 

و حيران يقرنقوا على شوفة الأهداب      و يتحزموا في العريش و يديروا ربطة

 

وقـت الـموسم يهلكوه رعود حساب      و على صقر جاي مزون مـحطوطة

 

مفلاهم رقيق مع لعلاب                   و قحوان مخنق النمص و المشيطـة

 

موالة يحوسوا في وقت التزراب            و نوبة قومانهم دني للحطة

 

و هذه قصيدة ثانية بعنوان زينين العلفة و هي قصيدة في مدح و اولاد سيد الشيخ  المقيمين بالمغرب و قد كانت له معهم صداقة كبيرة  كما ذكرنا و هو في الحقيقة نوع من الولاء الروحي .

 

وفي هذه القصيدة يعطي تاريخ تاريخ نظمها و بالتالي نستنبط من ذلك الفترة التي عاش فيها و هي سنة 1347 هجرية الموافق لسنة 1917 م

عند الطحاطح يفــخروك يوم النــداب         عقـــبان إذا  حامــــــوا

و عند الميعاد يخرجوا كلام الصــواب        و  يعطوا للشــــرع احكامو

وعند الربانية تشوف فيهم اقطـاب             كل امخنـــتر بــــيدامو

في النسب مفضلين على الاعراب           من فضــــل الله و اكـرامو

باباهم صدق من نـهار جـاه الكتاب          و اترك عبـــاد اصــنامو

وعاد حبيب لطـه حبيب حب اللـباب         حرمت على النار اعظامو

تدفن عند كتافو نهار فـرض الـرقاب        و اضحا في وســط مقامو

راه اوهب له عيشة منين عادو نساب       و تخلـــط دمو و ذمامو

اجعلهم لينا حاضرين يــــوم الحساب       صرختنا كي نضــــــــامو 

يوم ناتو للحوض طالبين الشــراب         يروونــــا من  ختــامو

تورخ بلخضر ذا الكلام يوما نجــاب        يا من تفهــم ترشـامو

عام الف و ثلث ميا ديرهم في الحساب     اربعـين وسبعـــة عامو .

 

  المقدم الحاج محمد بن كبار توفي سنة 1942  بقرية بريزينة

 

نـبـدا باســم الله ربـي مـولاي     الـملك القـدوس فـتاح البـيبـان

                      صلي ياربي على النبي العدنان

صـلى الله عليـه ما دام الـدنيا   و عـدد من سـبحه بكل لـسـان

وعـدد الـظاهـرة و الخفـيـة          و عدد ما كان في ملك الرحمـن

و عـدد الامطار و نبات الوطية    و عدد ما دار ربي في الاكـوان

قـد الذاكريـن صبحة و عشية       و عدد الي قلبه على الذكر غفلان

يا حسراه على القلوب القاسيـة       و سعد الذاكرين بالصدق و الايمـان

يا جـواد تجود بعفوك عليــا           ووفقني لمحبتك طول الـزمـان

سلكني من هول هذيك و ذيـا        و سلكني من كيد نفسي و الشيطان

نفسي و الشيـطان ما داروا بـي     بعـساكرهم دخلوني في الـميدان

اقهرهم عني يا السامع دعايـا      انت مناع الـطليب من الـعـديـان

يا مولايا فـيـك تكلي و رجايـا     امني من خوف خوفك يا رحـمــان

سـيئاتي حسنات بدلهـم ليـا         قادر تبني الريح و توطي الـكيـفـان

قادر تفني الحي و الميـت يحي      و قادر تجعل الملك في رمشة الاعيان

يا غفـار اغفـر ذنوبي و خطايا     حتى سيئة ما تضر مع الـغفـران

بحلمك و عفوك تعفـو علي         وفي حلمك ما كان ذنبي ويـن يبـان

يـا لطيف ويا الله تـلطف بي       جبنا لك في الجاه من يقـرا القرآن

مـن يقرأ القرآن بسبع رويات      حمزة و العروض و المنطق و البيان

بجاه العلماء وراث الانبياء            سداتي بهم يصنع صور البيان

بجاه المختار خاتم الانبياء            امام الرسل صاحب الفرقان

و بناته كلتوم و زينب و رقية         فاطمة الزهراء و الحسين و الحسن

و أصحابه الإبرار زينين النية         بوبكر الصديق عمر وعثمان

وابن طالب ما ظناته ظناية             علي سيف الله هزام العديان

بجاه الصالحين كامل الاولياء        ورجال الله وين طافوا في الأركان

سيدي ربي عطف الشيخ علي        تزهى لي الايام كان ارضى السلطان

لا تنسى يا امام الصوفية             جبنا لك في الجاه بن عبد الرحمن

و انت كان نسيت تتعاير بي        و لي ينعر صاحبه في الضيق يبان

حاسب روحي ليك وانت لي        و جالبني بمحبتك طول الزمان

في الياقوتة قلت من يلقى لي         نغيثه لو كان شق سبع بيبان

انت سلاك المرهون من عند الخزية      و تعز المسكين ترفع ليه الشان

يا سنادي واش بطاك علي           كنت حبيبك ترفده بين القومان

راني خايف راك غيضان علي      و انا ماني حاسب معك الدوزان

ماني حاسب مال و لا ذرية         و العالم ما بينا عظيم الشان

و الا اليوم ارخست بعد العزية      ما نطلق ايدي من يدك عاهد و ايمان

ما نغدا لسوق عند الشرايا           و ما ترخسني بالف قنطار ديمــان

هذا المعنى جايبه ليك و لي         ومن يصحب  والي عليه الفضل يبان

اذا تبغيني كيف نبغيك انايا            بجاهـك عند الله نبرى من الاعـيان

نبغيك كرامتك تبينها لي               وتبقى هـدرتنا شوايـع للعربـان

عاهدنا الله ما نا بدعيا               و برمنا عـقـود ماناشي خـيـان

يا حسراه على ايام فاتوا في الدنيا    و يا حسراه على رفاقتي في وقت زمان

يا حسراه على اغواطي و زوايا      و يا حسراه فزوع هيلات القومان

كان النجع يقود من كل الثنية         و اباصير الا زنايق بنعمان

و المدوب تقوده حرطانية            و ديما بسلفهم يميز في العرشان

عمري ما ننسى احبابي يا خويا       وفي جوفي تقدي النار بلا دخان

وحش احبابي زاد في الشوق علي    فرسان الحضرة غداو ا فلان فلان

من فرقة الاحباب عيني بكايا        يوم الفرح تقابلوا ساعة الاحزان

راني نبكي وين ميعاد زوايا         ميعادسماحات خلى لي الامحان

صدوا لقوات من دار الدنيا          و بحول الله يسكنوا جنة رضوان

سكنوا في الجنة و هداو الخالية      في ملك الصديق فرحوا بالسكنان

بعد ما راحوا اهداو الذرية          ما تخطىبركة ثرايت بن ديان

عنهم دير احجاب يا عالي العليا     و الكارهم ما تسجي له دوان

يا حسراه منين كنت بعينيا           دون احبابي ما يكوجوني  الاوطان

نسير منين بغيت كيف ظهر لي     و ما نعرف وقت الصرد و لا الحمان

وين ما رحت الشيخ ملزوم معي     شيخي سيد الشيخ سقام الفرسان

من بحره شربوا الناس اهل النية    و ربحوا بالنية مقاديم و الاخوان

ما تقضى حاجة للي ما عنده نية     و ما توزنش بالنية هدرت الناقص ميزان

جري ساقيتي من العين قوية        نسقي غرسي ما نخليش العطشان

نسقي بستاني و نسقي قربيا        واولادي واحبابنا و لي جيران

ارحمني يا ربي مع والدي         يا واسع الرحمة الرحمن الرحيم

امة محمد تحررها لي             بجاه المدني احمد شارع الاديان

لا اله الا الله ثبتها لي             عند خروج الروح نرقد في الامان

                 صلي ياربي على النبي العدنان

 

          

 

 

Supprimer les publicités sur ce site pendant 1 an