------ صفحات من تاريخ قرية بريزينة ------
منطقة بريزينة و صحراء واد صقر
إن جمال الطبيعة في منطقة بريزينة و صحراء واد صقر قد ينسيك مغريات الحضارة و تدعوك للتأمل في سحرها المدهش و لعل هذا السحر وهذا الجمال هو من بين العوامل التي غازلت الإنسان الأول فعانق هذه الأرض منذ أزمان غابرة مما يجعلها من بين أقدم المناطق التي أشرقت عليها شمس الإنسان و الدليل على ذلك هو مجموعة الرسومات الصخرية المتناثرة في أنحاء المنطقة ومن جانب أخر توجد في المنطقة أيضا مجموعة كبيرة من القبور القديمة التي توحي بأن هذا الإنسان عاش بالمنطقة و كان يمارس طقوس دفن الميت في قبور على شكل كومة من الحجارة و قد وجدت في احد هذه القبور رسومات مصبوغة على قطع حجرية تحمل صورة حصان و زرافة وهي علي غاية من الجمال و الدقة و يعود تاريخ هذه المعالم الجنائزية إلى ما قبل الإسلام و هو دليل على أن هذا الإنسان عاشر هذه الأرض منذ أمد طويل ولعله وجد فيها متطلبات الحياة آنذاك فاستقر بها و ترك أثرا لمجهوده الفكري و الفني و الذي يتمثل في الرسومات الصخرية معبرا بذلك عن محيطه ونمط حياته وهي توحي في مجملها انه كان يعيش من صيد الحيوانات مثل الغزال و طائر النعام و البقر و بعض الحيوانات الأخرى فجسدها على أسطح الصخور لتبقى شاهدة على مروره بالمنطقة ذات يوم و مع الأسف أن يد الإنسان المعاصر امتدت إلى هذا الإرث الإنساني و عبثت به و خربت ما لم تستطع العوامل الطبيعية أن تخربه منذ قرون من الزمن ويعود ذلك بطبيعة الحال لانعدام ثقافة المحافظة على التراث الثقافي و الحضاري هذا المفهوم الذي أصبح شبه منعدم في جيل يدعي الانتماء للحضارة و التحضرو في العصر الحديث كانت المنطقة تابعة لنفوذ قبيلة زناتة البربرية ثم خضعت بعد الفتح الإسلامي للدولة الرستمية ثم للفاطميين و بعد ذلك سلطة الدولة الصنهاجية و بعد نزوح قبائل بني هلال على شمال إفريقيا في القرن الحادي عشر زاحمت قبيلة بني عامر زناتة و أجبروهم على الانسحاب تماما من المنطقة و ربما بقي بعض من زناتة و انصهروا و اختلطوا بالعرب إلى اليوم
قصر بريزينة
تعود تسمية بقصر بريزينة إلى عدة روايات منهم من يقول انه سمي كذلك نسبة لامرأة صالحة كانت تقيم بالمنطقة و تسمى لالة بريزينة و منهم من يقول أن اصل التسمية هي( برالزينة) و هي مركبة من كلمتين هي(بر) و ( الزينة ) و تعني كلمة بر بلاد و الزينة هي الإبل و قد كانت المنطقة مقصدا للنجع و هي قطعان الابل من اجل الماء المتوفر بكثرة و مع الزمن تحول اسم (بر الزينة) إلى( بريزينة ) في حين يذهب من يقول أن التسمية أصلها زناتي و ليست عربية وحسب الروايات المتواترة فان قرية بريزينة كانت تسمى بالقصر الخالي ان أول من عمر هذا القصرهم قبيلة بني مرزوق وهي تنحدر من منطقة نفزاوة بنفطة بتونس
وتشيرإحدى مخطوطات الأنساب الخاصة بعائلة قراش ومدون عليها عبارة (في دولة بني مرزوق ) و لعل القصد من ذلك أي في عهد بني مرزوق وأنهم كانوا يعيشون في منطقة بريزينة في حدود القرن الثامن الهجري أي الثالث عشر الميلادي-13-م وبعد قدوم الولي الصالح سيدي احمد بلعباس الى بريزينة شيد أولاد ه قصرا جديدا و يسمى – خلاف – اي القصر البديل و لا زالت الذاكرة المحلية تردد وتحفظ بعض أقوال بني مرزوق منها قولهم بعد أن أصبحت تغزوهم قبائل بني قيل التي كانت تأتي من تافيلالت بجنوب المغرب و تغزو المنطقة وتقوم بسرقة قطعان الإبل
يا حصراه على نجوع صقر و الناس ألي كانت ساكناته مـن نفطة وتوزر صبحت بني قيل عاشرته
وقدم لي الصديق بكارة البشيرالباحث و المهتم بالتاريخ و الاثار وثيقة مهمة وهي تشير الى تواجد بني مرزوق بمنطقة بريزينة إلا أننا لم نعثر على ما يمكن الاعتماد عليه كمرجع أساسي أو على الأقل ما هو متفق عليه لإسقاط المزيد من الضوء على تاريخ بني مرزوق و آثارهم في منطقة بريزينة بعد وفاة الولي الصالح سيدي احمد بلعباس و الذي كان يقيم بالمنطقة وقعت أحداث شغب أدت إلى ظهور نزاع بين أولاد سيدي احمد بالعباس و قبيلة بني مرزوق فانتفض أولاد سيدي احمد بالعباس مستنجدين بأتباعهم و نشب بين الجمعين مشدات عنيفة انتهت وبانهزام بني مرزوق وقد كانوا اقل عددا و قوة فخرجوا من قصر بريزينة و نزحوا إلى منطقة واد مزاب و متليلي و عندما نعود إلى تاريخ العلامة الاباضي صالح ابن عمي سعيد ابن علي بن حميدة ابن عبد الرزاق بن سعيد الخيري الشهير ب بابه صالح نجد أن هدا العلامة الاباضي هو من انزل قبائل بني مرزوق في مدينة غرداية بالمنطقة التي لا تزال تحمل اسمهم الى اليوم و كان ذلك في سنة (1527)م
سكان قصر بريزينة
يمثل سكان قصر بريزينة مجموعة من القبائل المتباعدة عرقيا و القبيلة كما يعرفها فقهاء علم الاجتماع هي وحدة التنظيم الاجتماعي في المجتمع البدوي، و هي التي تمارس السلطة على الأفراد و هم بدورهم يعترفون لها بذلك , فهم يلجئون إلى حمايتها، ويدافعون عنها، ويفتخرون بأمجادها، ولكل قبيلة مشايخ يديرون أمورها، و يرعون مصالحها و لغاية هذا البحث فان أول قبيلة استقرت بقصر بريزينة هم قبائل بني مرزوق المنحدرين من نفزاوة بتونس كما أسلفنا سابقا و بعد قدوم الولي الصالح سيدي احمد بلعباس إلى ذات المنطقة استقر بها هو ايضا مع أهله و بعد ذلك انتقل بني مرزوق إلى نواحي واد ميزاب و بقي أحفاد سيدي احمد بلعباس بمنطقة بريزينة و أصبح يطلق عليهم أولاد بالواسع – الوسع حاليا– وأنظمت إليهم فيما بعد قبائل العمورات القصرية و الخلافل و المفاتحة و الهدارقية و بعض العائلات المنحدرة من الشعانبة و استقرت معهم بعض القبائل البدوية منهم قبائل أولاد سيد الشيخ وأولاد عيسى التي تتكون من أولاد بوجمعة و البخيتات والمدارة و اولاد لخضر و الرواجع و العمورات , و لا زالت هذه التركيبة البشرية متواجدة بالمنطقة الى اليوم و بنفس التسميات و في القرن السابع عشر اصبح سكان قصر بريزينة يولون اهتماما و ولاءا كبيرا للولي الصالح سيدي عبد القادر بن محمد - سيد الشيخ - ثم ابنه سيد الحاج بحوص الذي طاب به المقام في منطقة بريزينة و صحراء واد صقر و قد نافست منطقة بريزينة في هذه الأثناء منطقة الأبيض سيد الشيخ من حيث المكانة الروحية و الصوفية و كانت نقطة انطلاق كل رحلات الحج التي قام بها سيد الحاد بحوص و توارثت قبيلة الزوى ولاء السكان و القبائل البدوية و قد كان لسيدي حمزة بن بوبكر مكانة اجتماعية كبيرة و بنى برجا لا زال قائما إلى اليوم في قرية بريزينة – برج سيدي حمزة – و قد كان هذا الاخير بصدد التحضير لمقاومة الاستعمار الفرنسي و عندما اكتشف أمره القي عليه القبض و اخذ إلى الجزائر العاصمة وتوفي هناك وادعت السلطات الفرنسية آنذاك أن سيدي حمزة مات بداء الكوليرة و تشير كثير من المصادر انه مات مسموما و كان ذلك في سنة 1861م و دفن بمقبرة سيدي امحمد بالجزائر العاصمة
الحياة الاجتماعية
استطاعت كل القبائل السالفة الذكر أن تستقر في منطقة بريزينة و صحراء واد صقر في حب و وئام و لم تعرف المنطقة صراعات أو نزاعات قبلية باستثناء الخلافات الفردية التي لا تخلو من اي مجتمع انساني على وجه الأرض بل كانت تتحالف في ما بينها في رد و صد كل عدوان او غزو خاصة هجمات بما كان يعرف بزقدو وهم عصابات من قبيلة دوي منيع و اولاد جرير و بعض قبائل تافيلالت بالمغرب التي كانت تغيرعلى نجع الابل و كان مفهموم الجماعة هو السلطة العليا التي تسير شؤون كل كل قبيلة فهي التي تفاوض و تزوج و تطلق و تعتني بكل ما يتعلق بشؤون الأحوال الشخصية الخاصة بكل قبيلة وهو نمط حكم القبيلة
الحياة الثقافية
المجتمع الذي تتكون منه منطقة بريزينة و صحراء واد صقر هو مجتمع بدوي و شبه بدوي في طبيعته و هو يعتني بتربية المواشي و زراعة الحبوب و الخضروات في حدود الاكتفاء الذاتي و لم تعرف المنطقة حركة ثقافية على مر العصور باستثناء دور المسجد الذي لعب دورا فعالا في تحفيظ القرآن الكريم وتقديم دروس الوعظ و الإرشاد على مر قرون من الزمن وتعتبر البداوة عامل رئيسي في عدم تدوين تاريخ الأحداث التي مرت بها المنطقة و كل ما بقي تواترته الروايات الشعبية و توارثته الأجيال المتعاقبة وهذا الأمر جعل الباحثين يقفون عاجزين عن فك كثير من الطلاسم المضروبة على تاريخ المنطقة ولم يجدون بين يديهم و لو مرجعا واحدا يعتمدون عليه
الحياة الاقتصادية
عندما تتوفر الثلاثية الأزلية الإنسان و الماء و الأرض فان الحياة ستنبعث من سراديب التراب بحول الله و قدرته و تعتبر منطقة بريزينة من المناطق الأكثر خصوبة و هي تتوفر على كمية كبيرة من الماء مما أهل سكانها لممارسة النشاط ألفلاحي و قد اعتمدوا في معيشتهم على الفلاحة بالدرجة الأولى إذ غرس سكانها الأوائل واحة من النخيل و أقاموا جنانا و بساتين مترامية و كانت محاصيلهم جد وفيرة من الخضروات بكل أنواعها واستصلحوا أراضي فلاحية عرشية و زرعوا القمح و الشعير, كما اعتمدوا أيضا على تربية المواشي و قطعان الإبل القوافل التجارية بين منطقة بريزينة و قصور توات و قورارة لقد كان للجمل دوره الفعال في حياة البدو الرحل و هو وسيلة حلهم و ترحالهم عبر تخوم الصحراء الموحشة كما استعملوه في التجارة وصولا إلى المناطق العمرانية البعيدة لغرض التجارة إذ كانت القوافل التجارية تجوب الصحراء ذهابا و إيابا بين الشمال و الجنوب على ظهور الجمال حيث كانت القوافل التجارية تنطلق من قصور منطقة البيض عامة وتتجه نحو أرخبيل توات و قصور قورارة و وادي ميزاب و منطقة عين صالح و كان موسم انطلاقها في غالب هو بداية فصل الخريف من كل سنة باعتباره فصل لطيف وحرارته معتدلة و يوافق عملية جني التمور وظل هذا النمط من التجارة قائما لفترات طويلة و لم يتوقف إلا في منتصف القرن العشرين الميلادي و كانت القوافل تتكون من مجموعة من الجمال يقودها عدد من الرجال الأقوياء الأشداء والعارفين بمسارات و مسالك الطرق الصحراوية الوعرة والمحفوفة بالمخاطر و كانت الظروف الطبيعية تزيد من صعوبة المهمة خاصة كثافة الزوابع الرملية التي تزيد من معاناة القوافل ناهيك على أن الطرق التي كانت تسلكها لم تكن آمنة من اللصوص وقطاع الطرق الذين كانوا يعترضون للقوافل فينالون منها ويسرقون ممتلكاتها و تحسبا لمثل هذه المضايقات كان رجال القوافل يحملون معهم بعض الأسلحة لدفاع عن أنفسهم و أموالهم كانت القوافل تنطلق من قصور منطقة البيض مرورا بقرية من بريزينة أو الأبيض سيد الشيخ و ذلك كنقاط للتزود بالماء و المؤونة ثم تشد الرحال باتجاه الجنوب- الغربي وتكون نقطة الالتقاء بين الطريقين هي حاسي الجديد ثم يشد السير بانحراف إلى الجهة جنوب وصولا إلى الضاية البيضاء ثم تتوجه القافلة إلى حاسي الزين و منه إلى حاسي ثلجة و تسير القوافل بعد ذلك بمحاذات العرق الغربي إلى أن تصل إلى منطقة حاسي الشيخ ثم يليه حاسي زرارة و تعتبر هذه الآبار بمثابة معالم تحدد طرق السير و كنقاط للتزود بالماء و منه مباشرة تصل القوافل إلى قصور شمال منطقة قورارة المشهورة كقصور تبلكوزة و زاوية دباغ في حين تواصل بعض القوافل السير إلى منطقة جنوب تميمون كقصر اوقروت و قصر دلدول – قصر البركة و المطرافة و غيرها من قصور أرخبيل توات و قورارة المترامية الأطراف عبر ربوع الصحراء الغرب الجزائري في حين نجد أن بعض القوافل تتجه إلى منطقة واد ميزاب ومتليلي الشعانبة والمنيعة و منطقة عين صالح و قورارة في حين ان المبادلات التجارية و سير القوافل الى منطقة توات منطقة توات ياتي في بدرجة اقل
المبادلات التجارية بين القوافل
تتجه القوافل إلى قصورالجنوب محملة ببعض المواد كالسمن و الصوف و الدقيق و القمح واللبن المجفف و الصابون و الشمع و- القهوة في حين تعود محملة بكل أنواع التمور و الحنة و التوابل و البارود و بعض لوازم الحدادة و النسيج و الجلود وأقمشة السودان و الأحذية المحلية الصنع - و التي تسمى الريحية - و كانت السلع الوافدة إليها تختلف حسب المناطق الآتية منها فكانت منطقة مزاب تصدر مختلف أنواع الأسلحة التقليدية و مادة البارود و لوازم الفرس من ألالجمة و الاسرجة و الاحذوى و التوابل و الحلي المصنوعة من الفضة و الجلود المدبوغة و مواعيل النسيج و الزراعة والحراثة أما التمور فكانت تأتي من منطقة المنيعة ومتليلي و عين صالح أما منطقتي توات و قورارة فكانت هي أيضا تصدر التموروالحنة و التبغ و بعض الأقمشة القادمة من بلاد السودان, كما كانت تجارة الرق أيضا موجودة لكنها بشكل محدود جدا لدرجة الإشارة أن تقول العامة هذا عبد بني فلان نسبة للقبيلة وقد استمرت عملية جلب العبيد حتى منتصف القرن العشرين
قصص يتداولها رجال القوافل
تعني كلمة – الخطار- في التداول اللغوي المحلي مجموعة الرجال الذين يؤطرون القوافل و لهؤلاء أدبهم و أخبارهم و قصصهم المتواترة كانوا يتداولونها ويملؤن بها فراغهم اليومي ويرويحون بها عن أنفسهم من عناء السفر و متاعبه
قصة حباسة
تحتفظ الرواية الشعبية بقصة حباسة و هي عبارة عن منطقة جرداء – سبخة - لا حياة فيها بل أكثر من ذلك أنها تبتلع كل ما يمر فوقها من إنسان أو حيوان و كانت القوافل التجارية تمر بمحاذاتها و لا يقتربوا منها على الإطلاق و لازالت الذاكرة المحلية تحتفظ بقصة قبيلتي الوبيرات و الزوبيرات اذ وقع لهما خلاف مع سيدي سليمان بن بوسماحة جد سيدي عبد القادر بن محمد – سيد الشيخ- فانزعج منهم و دعى عليهم قائلا
- الله يسلط الحاج على الحاج
وقال لعبد ه و اسمه مرجان ادعي عليهم
فقال لهم العبد
يهكم هكة في هكة هكة الصيني مع العطاف
و يحكم حكة في حكة و حكة القلية بين اكفاف
و يدكم دكة في دكة و دكة خزين و لا ينشاف
او تعني كلمة الصيني نوع من الغزال والقلية القمح الذي يكون مقلي بالحرارة و الخزين المقصود به الكنز المخزون تحت الارض
و يقال أن هؤلاء القوم رحلوا من جراء هذه النزاع مع سيدي سليمان بوسماحة و وقع خلاف فيما بينهم و خافت قبيلة الزوبيرات من بطش قبيلة الوبيرات فرحلوا ليلا وأثناء سيرهم مروا بمنطقة حباسة الواقعة بين حاسي بوزيد و حاسي ايزي وهي عبارة عن سبخة مالحة فعلق الرحل بها إلى أن ألتهمتهم جميعا و عندما علمت قبيلة الوبيرات برحيلهم لحقوا بهم متقفين أثار سيرهم إلى أن مروا بمنطقة حباسة فابتلعتهم هم كذلك
و تقول الرواية الشعبية انه لم يبقى من هذه القبيلة إلا طفلة صغيرة مع أخيها و خادمتهم و هؤلاء تخلفوا عن الرحل الذي غار في منطقة حباسة و عندما سالت عن أهلها قالت كنا نرتع بين حاسي زرارة و حاسي نومار
. وبع ان اندثر حاسي نومار قالت لهم انأ أخبركم أين هوفقالوا لها تكلمي
وقفت و نظرت باتجاه معين و قالت لهم موضعه يكون اقل من زقوة الرجل للرجل و ابعد من رمية الرصاص و على يمينه قارة سوداء و على رمية العصا باتجاه الحاسي و رمي بالعصا فسقطت في موضع حفروا فيه فوجدوا موضع الحاسي و ينسب الى الرواية الشعبية ان قبياة الهدارقية لقب هدروقي حاليا هم احفاد هاته القبيلة
قصة بنات بالهداجي
غالبا ما تمر القوافل في طريقها بمنطقة تسمى قبور بنات بالهداجي و لهذه المنطقة قصة أليمة و مؤثرة حيث يذكر أن رجل اسمه بالهداجي كان يقيم بصحراء واد صقر في حدود سنة (1700)م و أصاب المنطقة قحط و جفاف أتى على الأخضر و اليابس و اختص الناس و قلت حاجتهم فقرر بلهداجي الرحيل إلى مدينة المنيعة لعله يكون فيها بأحسن حال و حاول بعض أقربائه و جيرانه إقناعه بعدم المغامرة بعائلته و طلبوا منه المكوث معهم على أمل أن يتغير حالهم و لكنه اسر على الرحيل ,و بعد أيام من اعدد العدة انطلق رفقة عائلته المتكونة من زوجة و أربعة بنات و شد رحاله عبر مسالك الصحراء الموحشة و بعد أيام من السير كسرت ساق احد نوقه فنحرها و حمل ما يمكن أن يحمله من لحمها و واصل السير متجها إلى منطقة حاسي بوزيد ليتزود بالماء و عندما وصل وجد الحاسي قد طمي بالرمال فانطلق إلى حاسي عائشة و في أثناء السير هبت عليهم رياح عاتية وزوابع رملية و نفذ الماء الذي كان بحوزتهم و اشتد بهم العطش فزاد ذلك الأمر من حيرته وقف يفكر في الطريقة التي ينقد بها عائلته و لم يجد سبيلا إلا البحث عن الماء فأمر بناته و زوجته بالمكوث بيمنا اتجه هو إلى منطقة حباسة و هي عبارة عن سبخة لعله يجد بها الماء فقصدها على عجل ووجد بها الماء لكنه كان مالحا و مرا و لم يكن له خيار فسقي قربه من ذلك الماء و عاد إلى عائلته التي كانت تنتظره على أحر من جمر و لكنه وجدهن على مشارف الموت بسبب العطش فسقى البنات و الزوجة على أمل أن يطفئ ظمأهن و ينقذهن و لكن ما إن شربن الماء حتى زادت حالتهن تدهورا و بدأن يفارقن الحياة إتباعا و هو يتضرع حزنا على موتهن وعدم قدرته على فعل أي إنقاذهن , بعد ذلك بقي الرجل وحيدا حزينا متعبا منهكا ينخره الضماء و الحزن و رغم انهيار قواه قام و أكرم بناته وزوجته ودفنهن و توارى ملقيا أخر نظرة على قبور اعز من أحب و عاشر ’ و بعد هذه الفاجعة ركب الرجل إحدى نوقه و قصد منطقة حاسي عائشة و عندما وصل هناك وجد بها رعاة ابل فأنقذوه و واسوه في محنته التي ألمت به وتمثل هذه الخريطة طرق القوافل المتجهة من منطقة بريزينة والأبيض سيد الشيخ إلى منطقة المنيعة و قورارة
---------- يتبع --------